أعلنت وزارة الثقافة التونسية رسميا عن تحويل بيت الفيلسوف والمؤرخ ابن خلدون إلى متحف حضاري وتاريخي يضم أعماله ومؤلفاته والكتب التي روت سيرته وحياته الأدبية.
لا يزال المنزل القريب من جامع الزيتونة ضاربا في الشموخ والأصالة فقد كست جدرانه مربعات الخزف المخطوط عليها زخارف كانت في ذلك الزمن حكرا على الأثرياء. وتمثل تلك الدار قيمة رمزية وحضارية لا تقدر بثمن.
وتعمل وزارة الثقافة على إعادة إحياء وترميم العديد من المعالم الثقافية والتاريخية والدينية بالمدينة العتيقة على امتداد العام الجاري ضمن برنامج متكامل بمناسبة الإعلان عن تونس عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2019.
ونقلت وكالة "الجزيرة" عن مدير المعهد التونسي للتراث فوزي محفوظ قوله إن "المنزل الذي ولد به العلامة ابن خلدون له رمزيته الحضارية والعلمية والتاريخية وهو يأتي ضمن المعالم التي تعمل تونس على إعادة ترميمها وجعلها متحفا للزوار للاطلاع على الموروث الثقافي خلال الفترة التي نشأ فيها العلامة".
وأضاف أن ترميم دار ابن خلدون سينطلق خلال الأشهر القليلة المقبلة حيث سيتم تحويل جزء منها إلى متحف لآثاره وسيخصص الجزء الأكبر لإنشاء متحف "عصر ابن خلدون" ويضم كل المخطوطات والآثار الأدبية والحضارية التي شهدتها تونس خلال العهد الحفصي بما أنها كانت منارة علمية لها وزنها في المنطقة.
وولد ابن خلدون في تونس في العام 1332 وتخرّج من جامعة الزيتونة، وليَ الكتابة والوساطة بين الملوك في بلاد المغرب والأندلس وتنقل بين بسكرة وغرناطة وبجاية وتلمسان، ثم انتقل إلى مصر حيث قلده السلطان برقوق قضاء المالكية. ثم استقال من منصبه وانقطع إلى التدريس والتصنيف، فكانت مصنفاته من أهم المصادر للفكر العالمي. وتوفي ابن خلدون عام 1406 عن عمر بلغ ستة وسبعين، عامًا ودُفِنَ قرب باب النصر بشمال القاهرة، تاركا تراثا ما زال تأثيره ممتدا حتى اليوم، ويعتبر ابنُ خَلدون مؤسسَ علم الاجتماع الحديث.